التفسير02 – لاحظ بطريقة مهدفة – دراسة الكتاب التتبعية


موضوع مترجم بتصرف بالإتفاق مع موقع www.preceptaustin.org

تأليف بروس هيرت [Bruce Hurt]

لتنزيل نسخة بي دي إف – إضغط هنا

لاحظ بطريقة مهدفة

||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||

إبدأ بالصلاة

||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||

قاعدة: إقرأ الكتاب المقدس في روح الصلاة، إنتفح للتواصل في الإتجاهين (منك لله ومنه إليك) في كل لحظة تقوم فيها بالدراسة التتبعية.

“ولكننا قد قمنا بالصلاة بالفعل” هذا عظيم ولكن إبق في روح الصلاة طوال وقت دراستك، دائماً منتبه لصوت معلمك (الروح القدس). لا تقع في فخ أن تؤدي الدراسة التتبعية كنوع من التمرين العقلي، ولكن كنت منفتحاً ومنتبهاً للتغيير القلبي الذي هو الهدف الأسمى لدراستك.

كن ككاتب المزمور الذي صلى….

“فَهِّمْنِي فَأُلاَحِظَ شَرِيعَتَكَ، وَأَحْفَظَهَا بِكُلِّ قَلْبِي.” (مز119: 34)

ويضيف إعتراف إيمان وستمينستر

إن الفهم هو القائد والدليل للإنسان كله؛ إنه الكفاءة التي تجلس على عجلة القيادة للنفس: ولكن كما أن أكثر دليل من جهة الخبرة يمكنه أن يخطئ في الظلام، كذلك الفهم أيضاً، وهو يحتاج إلي نور المعرفة.

وقال أمير الوعاظ، سي. إتش. سبورجون مرة أنه لما كانت تواجه فقرات كتابية لا يستطيع فهما، كان يبدو له أن الله قد وضع كرسياً في هذه الفقرة لكي يركع عليه ساجداً. وهو يضيف…

دائماً ما وجدت أن معنى النص يمكن فهمه أفضل بواسطة الصلاة أكثر من أي طريقة أخرى.

||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||

لاحظ بشكل مهدف

||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||

القاعدة: مارس قراءة الكتاب بشكل فعال (ليس سلبياً)، بشكل متكرر، متسائلاً، محصلاً، مهدفاً.

يشرح لنا هذا جي. سي. رايل كالتالي…

يجب أن نقرأ الكتاب المقدس كمن يحبث عن الكنوز الثمينة المخبأة.

لايمكن التأكيد أكثر من اللازم على قيمة الملاحظة الدقيقة. إن التفسير الضعيف الغير دقيق ينتج حتمياً من ملاحظة سطحية أو مهملة. يجب أن نغمر أنفسنا في السفر الذي ندرسه عن طريقة قراءة متكررة للسفر كله. إن كنا نقرأ عن مجيئ الروح القدس في أع2 يوم الخمسين، فنحن نحتاج أن نرتدي صنادلنا، وأن نتخيل أنفسنا كمراقبين لهذا الحدث الغير عادي في أورشليم. وأنت تقرأ هذا الآن لقد إنمدج عقلك.

فكر في القطعة التي تقرأها كما لو أنها إحدى قطع المنتصف في لغز للأطفال puzzle. كيف يمكننا أن نتعامل مع قطع اللغز الغامضة؟ ألا نبحث عادة عن قطع اللغز الأكثر بداهة… الركن مثلاً أو تلك التي بها خطوط مستقيمة للحافة؟ حسناً، هذا هو الأسلوب الذي سنتبعه وانت تبدأ في ملاحظة سفر أو إصحاح. فتبدأ بملاحظة البديهيات أولاً.

ولو كنت قد قرأت إحدى شروحات د. وارين ويريسبي، فأنت تعلم أنه لديه رؤى عجيبة وغير متكررة في الكتاب المقدس. كيف توصل لهذه الرؤية والتفاسير الدقيقة؟ حسناً، فإن د. وريسبي قبل أن يبدأ بكتابة شرح للفقرة يكون قد قرأ بحرص مرة تلو الأخرى السفر كله خمسون مرة. وقبل ذلك لا يشعر أنه مؤهلاً لكي يبدأ في شرح النص! قد لا يسمي ما يفعله دراسة كتاب مقدس تتبعيه، لكنه في الواقع يقوم بقراءة النص بشكل متكرر ويلاحظه بحرص لكي يفهم السياق كله (القطع البديهية في اللغز)

وبشكل مماثل، بينما تقرأ وتلاحظ بشكل مهدف أنت بالطبيعة تقرأ ثم تقرأ ثم تقرأ نفس الفقرة مرات ومرات. فمثلاً، في رسالة معينة، قد تقرأ الرسالة كلها أو الأصحاح، تلاحظ وتضع علامات للكاتب. المرة القادمة تفعل الأمر ذاته للمرسل إليهم. والمرة الثالثة تقرأ ملاحظاً الكلمات والعبارات المفتاحية (بما فيها مكافئاتها). وكل مرة تضع علامات للنص، وتتوقف لتسأل الأسئلة الشهيرة للنص مستجوباً إياه. وبينما تمارس هذا الأسلوب في روح الصلاة، والقراءة المهدفة، تصبح متألفاً مع السياق  النصي وتبدأ في تكوين أو تأسيس السياق.

تحتاج لبعض التمرن لكي يصير هذا التوجه الإستجوابي عادة لك، ولكن على مر الأيام سوف تصير مستريحاً ومستعداً للأسئلة الشهيرة تلقائياً. وسوف تصير متعجباً بسبب قدرة الكتاب العجيبة في الرد على أسئلتك، وخصوصاً لما تشحذ همة مهاراتك الإستجوابية! سوف تبدأ في إختبار فرح الإكتشاف الشخصي للحق بشك لم تفكر من قبل أنه ممكن سوى لدارسي اللاهوت. سوف تلاحظ أيضاً أنك وأنت تلاحظ وتستجوب النص، يبدأ التفسير تلقائياً “يسري” كجدول المياه من نبع الملاحظات.

ويلمح إم إل إلي ممارسة الملاحظة الدقيقة فيكتب…

أدرس الكتاب كما أجمع ثمار التفاح.

أولا، أهز الشجرة كلها حتى يقع الذي على وشك الحصاد

ثم أهز الفروع الرئيسية كل على حدة

ثم أهز الفروع الصغير كل واحد على حدة

ثم أهز كل غصن ضعيف

ثم أبحث وراء كل ورقة شجر…..

أتوقف عند كل آية من الكتاب المقدس وأهزها

كما لوكانت فرعاً ما

ثم أرى إن كان هناك ثمار سوف تسقط منها

تذكر أنه رغم أن الملاحظة الحريصة تسبق دائماً التفسير الدقيق، فإن الملاحظة ليست بالضرورة تؤدي لتفسي صحيح ويقدم هوارد هيندركس هذا المثال التوضيحي الكوميدي لطفل يسيء تفسير ملاحظاته بخصوص البقرة…

البقرة من الثدييات. لها ستة جوانب. يمين وشمال وأعلى وأسفل. وفي المؤخرة هناك الذيل الذي يتعلق فيه فرشاة من الشعر. بواسطة الذيل تبعد البقرة الذباب حتى لا يسقط في اللبن. ورأس البقرة يستخدم لتربية القرون ولأجل أن يكون هناك مكان لفم البقرة فيه. تستخدم القرون للنطح والفم لكي تحدث به صوت “مووو”. وتحت البقرة هناك يتدلى اللبن. وهو هناك مرتب لأجل أن يحلب. ولما يحلب الناس اللبن، ينزل اللبن وليس هناك نهاية له. كيف تقوم البقرة بهذا الأمر، لم أعرف بعد. لكنها تظل تصنع لبناً أكثر كل يوم. البقرة الرجل تدعى ثور، وهو ليس من الثدييات. والبقرة لا تأكل كثيراً، ولكنها تأكل ما تأكله مرتين حتى يمكنها أن يكون لها كفاية. ولما تجوع تحدث صوت “مووو”، ولما لا تحدث أي صوت، هذا يكون بسبب أن بطنها مملوءة بالعشب الأخضر من الداخل.

ويضيف هندركس…..

كما ترى، نحن نحتاج للدقة في كيف نؤدي عملية التفسير. فنحن نحتاج أن نتأكد أن ملاحظاتنا دقيقة وبناء عليها نخرج بتفاسير دقيقة.

ويكتب فانس هافنر….

إن القراءة السريعة شيء جيد، ولكنها ليست مصممة أبداً لأجل الكتاب المقدس. الكتاب المقدس يحتاج قراءة هادئة، مفكرة، في روح الصلاة بالكلمة حتى تستخرج أعماق غذائها.

ويضيف آيه. تي. بيرسون….

إن الفحص الغير كامل، الجزئي، سوف ينتج نظرة جزئية للحق، والتي هي بالضرورة ناقصة؛ فالفحص الحريص فقط هو الذي يظهر فكر الله الكامل…

ما الذي يجول بخاطرك بخصوص التدوينة؟