دراسة الكتاب المقدس التتبعية – مقدمة01


ماهي دراسة الكتاب التتبعية؟

هل تسعى لعلاقة جيدة مع الله، ولكنك تشعر أنك تائهاً كلما تفتح كتابك المقدس، ولا تعلم حتى من أين تبدأ؟

أو ربما تكون تبدأ بداية جديدة كل عام بتصميم لأن تقرأ الكتاب كله ثم تستسلم في ضيق متعجباً من اشياء في برية سفر العدد؟

أو أنك تقرأ فقرات من الكتاب المقدس وتكتشف أنك قد نسيتها بعدها بلحظات؟

هل تشعر بالضيق لأنك تجد آراء مختلفة من جهة ماذا يقول الكتاب المقدس في موضوع معين وتتعجب أي منها هو الحق؟

أو أنك تشك أنه من الممكن لك تفهم كلمة الله، حيث أنك لست خادماً، أو ذو منصب في كنيستك أو لأنه ليس لديك شهادة جامعية في اللاهوت؟

لو كان أي من النقاط السابقة أو كلها يصف حالتك، دع قلبك يرتاح أيها المحبوب لأنك على وشك أن تتخذ رحلة إسمها “دراسة الكتاب التتبعية”، وهي من الممكن أن تغير حياتك بشكل ثوري وأنت تدرس الكتاب بطريقة لم تكن تظن أنها ممكنة. دراسة الكتاب التتبعية سوف تمكنك من أن تقترب لأي نص كتابي، في أي وقت، أو مكان. وكل ما هو مطلوب منك هو كتابك المقدس ومعونة الروح القدس وقلبك المتضع القابل للتعلم.

وأنت تبدأ هذه الرحلة، تذكر أن الكتاب المقدس سوف يكون مصدرك الأساسي “لأنه ليس شيئ (الكلمة تكلم بها الله لزكريا) غير ممكن (لا تفتقد القوة) لدي الله” (لو1: 37) “كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، (إقرأها مرة أخرى، هل تؤمن بذلك) بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا (معرفة مستمدة من كلمته التي أعطانا) بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، اللَّذَيْنِ بِهِمَا (أي المجد والفضيلة) قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا (أي نحن يمكن أن نكون) شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ” (2بط1: 3، 4)

قاريئ المحبوب، إن لم تكن مقتنعاً بكفاية وقدرة الكتاب المقدس كدليل لك من أجل حياة فضلى فوق الحياة الطبيعية، فمن المناسب لك أن تدرس دراسة بسيطة عن القوة الملازمة لكلمة الله. لابد أن تفهم وتؤمن ان كلمة الله ليست فقط كافية لكل إحتياج لكنها أيضاً “رسالة حب” لك من الله، “لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يو3: 16). فليكن هدفك أن تتعلم كيف تقرأ الكتاب المقدس كأن الله قد أرسله لك شخصياً ويتكلم معك شخصياً. لماذا؟ لأنه بالفعل يتحدث معك شخصياً! لقد كان بي بي وورفيلد على حق تام لما قال

“إن الكتاب المقدس هو كلمة الله حتى أنه عندما يتكلم الكتاب المقدس، فإن الله هو الذي يتكلم”

دع الكاتب يتكلم مباشرة، بشكل شخصي وبقوة لعقلك ولكن أيضاً إلي قلبك. تذكر أن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي كاتبه دائماً ما يكون موجوداً وقتك قراءتك له.

إن معرفة الكلمة الحي (المسيح)

هي المفتاح لفهم الكلمة المكتوبة

ايها القارئ الحبيب، إن قديسين كثيرين جالسون الآن تحت سلطان الكلمة في كنائس تؤمن بالكتاب المقدس، ولكنهم ليسوا في الكلمة هم بأنفسهم. يقول كاتب المزمور عن الرجل المبارك أو المرأة التي تكون كشجرة مغروسة على مجاري المياه أنه هو الشخص الذي يسر ليس تحت ولكن “في ناموس الرب” “وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً” (مز1: 2-3). إن أعظم إحتياج عند المؤمنين هو أن “يدخلوا إلي” الكلمة بأنفسهم. بدلاً من أن يجلسوا في صفوف الكنائس حتى الشيبة دون أن ينمو “في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح” (2بط1: 3).

الدراسة الكتابية التتبعية مثمرة…

ليس فقط لكي نعرف

ولكن لكي ننمو أيضاً

إن درسة الكتاب التتبعية ليست طريقة لملء رؤوسنا بالحقائق الكتابية لكي نكون “خطاة أذكياء”. فالهدف الأسمى لكل دراسة هو أن تتحول حياتنا من مجد إلى مجد، كل يوم، لكي نكون أكثر شبهاً بالمخلص، الرب يسوع المسيح.

هل أنت مستعد لأن تدخل للكلمة فتدخل الكلمة إليك بطريقة لم تفكر أنها ممكنة من قبل؟ حسنا، ياصديقي، إستعد للفرح ولإستكشاف دراسة الكتاب المقدس التتبعية.

المصدر الأساسي للمعرفة هو الكتاب المقدس

V

الله يتكلم

V

عن طريق كلمته

V

لك مباشرة

V

بعد ذلك تصبح مستعد لدراسة أي مصدر أخر للمعرفة

ولكن ربما بعدما لاحظت الشكل العام للدراسة التتبعية لم تعجب بعد بالمنطق الذي ورائها. دعنا نشرح إتجاهين مختلفين لدراسة الكتاب المقدس.

بإفتراض انك تريد أن تدرس حياة الضفادع، يمكنك ان تذهب للمكتبة وتبحث عن كتب بعنوان “حياة الضفادع” (أو في نمط حياتنا الحديث تضع كلمة “حياة الضفدع” في محرك بحث جوجل على شبكة الإنترنت). ولكن كيف تضمن أن “خبير الضفادع” هذا قد أعطاك وصفاً دقيقاً لحياة الضفدعة؟ لن يمكنك التأكد إن إعتمدت على مصدر واحد فقط.

من الناحية الأخرى، يمكن الذهاب لبركة مياه أو منطقة زراعية قريبة، وتجلس بجانب الماء وتبدأ في ملاحظة الضفادع وتكتب كل ما لاحظته عنها – كيف يجمعون الطعام، ماذا يحبون أن يأكلوا ومالا يحبون أكله، أين يحبون أن يجلسوا، كيف يتزوجون، أين، متى وكيف يضعون البيض، ماذا يخرج من البيض عندما يفقس، كم من الوقت يأخذ فرخ الضفدع حتى يصير ضفدعاً بالغاً. ثم يمكنك أخذ أحد هذه المخلوقات اللزجة الخضراء معك للبيت (لا تضعدها في المطبخ)، ثم تشرحه وترى مما يتكون في تفاصيله الداخلية بدقة، وأيضاً تلاحظ كيف يتصل كل عضو فيه بأعضاءه الأخرى وتضعها جميعاً تحت الميكروسكوب.

والآن دعنا نكون صرحاء، إن قراءة كتاب مرجعي مكتوب بواسطة خبير في الضفادع أسهل كثيراً من ذلك ومرضي بشكل أكثر أناقة من الجلوس بجانب بركة و من (لاقدر الله) لمس ذلك المخلوق اللزج الأخضر. بل فإنه يمكنك من إدراك المواضيع البارزة للضفدع في وقت أقل بكثير من الوقت الذي ستأخذه لملاحظة دورة حياة الضفدع بنفسك.

حسناً، ما هي النقطة التي أريد أن أؤكد عليها؟ في الطريقة الأولي، طريقة قراءة المرجع، قد تتذكر ما قد قرأت لمدة أيام قليلة، ولكن في الطريقة الثانية سوف تستطيع إسترجاع ملاحظاتك لشهور عديدة، وربما سنين. وأي الطريقتين بها فرح الإكتشاف الشخصي؟ أي الطريقتين تكلفك أكثر (وقتاً ومجهوداً) أنا متأكد أنك تستطيع أن ترى الفرق الهائل بين الطريقتين.

ففي دراسة الكتاب المقدس، يمكنك دراسة دراسة شخص أخر أو أن تدرس الكتاب المقدس بنفسك. الطريقة التتبعية تمدك بالمهارات وتعرفك بالأدوات التي تجعل حتى الطلاب المبتدأين (وحتى الأطفال) أن يدرسوا بثقة الكتاب المقدس دون الحاجة لأن يعتمدوا على مراجع ثانوية.

“إحتطب لنفسك حطباً!”

كما قيل عن هنري فورد أنه كان يقول “إحتطب خشبك بنفسك فتشعر بالدفء مرتين”. أو بكلمات أخرى، لو أنك تقتطع لنفسك خشباً للتدفئة من الغابة، سوف تستمتع ليس فقط بدفء المدفأة التي بها هذا الخشب ولكن سوف تشعر بالدف الناتج من النشاط المبذول في قطع الحطب.

وعلى نفس المنوال، خذ “فأسك (أدوات الدراسة التتبعية) في يدك” وإبدأ تتعلم كيف “تحتطب حطباً” من كلمة الله لنفسك، وسوف تختبر دفئاً فوق طبيعي في نفسك يفوق الوصف وبهذا سوف تحتفظ بألسنة لهيب التكريس حية كلما أعطيت المزيد من الوقود للروح لكي يجدد ذهنك ويغيرك أكثر فأكثر إلي صورة مجد الله الإبن.

وأيضاً “أن تقطع حطبك بنفسك” سوف يمدك بالوقود اللازم لكي يضيئ نورك هكذا قدام الناس فيروا الأعمال الصاحلة التي يفعلها الله بك ويرون أبيك الصالح بالتالي أيضاً ويمجدونه (مت5: 16)

يقول الواعظ واللاهوتي الكندي الشهير أ ب سيمبسون:

“لقد أخفى الله أشياء ثمينة (في كلمته) بشكل ما لكي تكون هذه الأشياء مكافئه للمجتهد، وجائزة للجاد، ولكنها في نفس الوقت إحباطاً للنفس الكسلانه. فالطبيعة كلها مرتبة بشكل لا يتفق مع محبي الراحة والكسالى. فالثمرة تكون مخفاه داخل غلاف به أشواك؛ واللؤلوة في أعماق المحيط؛ والذهب في أعماق الصخور الجبلية؛ والماس لا يوجد إلا داخل صخور صلبة والتربة لا تعطي محصولها الوفير إلا للحاصد الذي سبق وتعب في الفلاحة والسقي. هكذا الحق الإلهي لابد من الكد بجد للوصول له.”

ويلخص د. هوارد هيندريكس بفصاحة الإختلاف بين المنهجين فيقول:

“تختزن المعرفة التي تم التوصل لها شخصياً في أعمق أجزاء العقل وتبقى هناك أطول فترة في الذاكرة. ليس هناك جوهرة أكثر قيمة من تلك التي إكتشفتها بنفسك”

وتستطيع بسهولة من تشبيه دراسة الضفادع السابق أن ترى أن الميزة الأساسية في المنهج التتبعي للدراسة هو الإنخراط الشخصي المتفاعل في طريقة الدراسة. كما قال أحدهم…

“أقرأ وأنسي

أرى فأتذكر

أصنع بيدي فأفهم”

بدلاً من أن قراءة كتب عن الكتاب المقدس، تركز الدراسة التتبعية على الكتاب المقدس نفسه أولاً. عليك أن تضع جانباً مفاهيمك الأولية، والتفاسير المستأنسة لديك، والمراجع الجاهزة، والملاجظات المختلفة (فعلاً لقد قرأت ما أقول بطريقة صحيحة، حتى ما تفهمه بالفعل ضعه جانباً)،  والعظات المسجلة، وكل ما إلى ذلك، وتتقابل مع الكتاب المقدس كأنها أول مرة تقرأه فيها. ستكون مواردك الوحيدة هي كلمة الله، ثم بعد أن تنتهي من دراستها تلجأ عندها للموارد الثانوية.

هناك إتجاه عند دارسي الكتاب المقدس أن يلجأوا أولاً للمصادر الثانوية فتقوم بالملاجظة والتفسير بدلاً منهم. إنها طريقة سريعة، ولكن هل هي صحيحة؟ يفكر هذا الدارس في كيف يمكنه التأكد من أنه لم يقم بملاحظاته الخاصة ويصل لتفاسيره الخاصة بناء عليها. ولكن، فلماذا إذاً نلجأ للكتاب المقدس من الأساس إن كنت سوف تنس مباشرة ما قد قرأت وتلجأ للمصادر الثانوية بعد قراءة الكتاب مباشرة؟ أظهر البحث العلمي أننا نتعلم أكثر ونحتفظ بما تعلمناه أكثر كلما تفاعنا أكثر وإستخرجنا وأكتشفنا ما نتعلمه بأنفسنا

نسبة ما نتذكره مما نتعلمه بالمقارنة مع طريقة التعلم
10% القراءة
20% السمع
30% عند مشاهدة مادة معروضة
50% إذا إجتمع السمع مع المشاهدة
70% إذا أضيف أليهما أن نكتب ما نتعلمه
90% كل ما سبق أذا أضيف إليه التطبيق والتمرين

إن المفتاح لدراسة كتاب مؤثرة، مثمرة، تتبعية هو الإنخراط الشخصي وتعلم كيفية الجلوس عند قدمي يسوع بحرص وفي روح الصلاة سامحاً لروح المسيح أن يقودك لكل الحق. “وَكَانَتْ لِهَذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ. وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبُّ أَمَا تُبَالِي بِأَنَّ أُخْتِي قَدْ تَرَكَتْنِي أَخْدِمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُعِينَنِي!» فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».” (لو10: 39-42)

“أعطني بصيرة يارب

وأنا أقرأ كلمتك اليوم

حتى أفهم بالحقيقة

رسالتك وطريقك” – مونرو

أحد الأهداف الرئيسية لدراسة الكتابية التتبعية هو أن تعطي الدراس المعرفة والأدوات اللازمة لكي يتمكنوا من أي يصطادوا بأنفسهم غذائهم. الكتاب المقدس هو كتاب فريد. ملايين من النسخ منه تباع كل عام. فهو أكثر الكتب شراءاً لعقود عده. ولكن المفارقة المأساوية هي أنه أقل الكتب قراءة على مدى الأيام.

يتحدث جي آي باكر عن هذا فيقول…

“لو أنني كنت شيطاناً، فإن أول أهدافي كان سيكون أن أدفع الناس إلى التوقف عن البحث في الكتاب المقدس”

وجميعنا يتذكر جيداً أن أول هجمة مبدئية للشيطان كانت تجاه حق كلمة الله منشئاً شكاً من جهتها.

“وَكَانَتِ الْحَيَّةُ احْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الالَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْاةِ: «احَقّا قَالَ اللهُ لا تَاكُلا مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْاةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَاكُلُ وَامَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لا تَاكُلا مِنْهُ وَلا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْاةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ انَّهُ يَوْمَ تَاكُلانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ اعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»”

(تك3: 1-5)

إن خلق الشكوك حول قيمة كلمة الله وصحتها مازال أحد أكثر أسلحة الشيطان تأثيراً في حربه ضد الله وأولاده التي لا تتوقف. لذا فنحن ملزمون بأن نعرف الكلمة، حتى لا نغرق في الأكاذيب.

نصح ألان ردباث (الراعي السابق لمعهد مودي لدراسة الكتاب المقدس) المؤمنين أن يبدلوا كتابهم المقدس كل 10 سنوات! هل تستخدم كتابك المقدس يومياً حتى أنه يحتاج أن يتبدل على مر السنين؟ إن لم تكن تدرس كتابك تتبعياً، فسوف تكتشف معنا لأول مرة أن الدراسة أداة رائعة تمكنك من إستهلاك كتابك المقدس! – وتذكر أن كتاب مقدس مستهلك لهو علامة على نفس تحصل على تغذية جيدة، وكتاب مقدس قد تآكلت صفحاته دائماً ما يكون ملك لشخص حياته منتصبة وقوية.

“إن كنوز كلمة الله

عظيمة فوق مستوى المقارنة” – سبورجن

كما أن إم إل وإن لم يستخدم نفس التعبيرات أي تعبير “الدراسة التتبعية لكلمة الله” فهو يبدو أنه يتكلم عن نفس الأمر لأنه يقول:

“أدرس الكتاب كما أجمع ثمار التفاح.

أولا، أهز الشجرة كلها حتى يقع الذي على وشك الحصاد

ثم أهز الفروع الرئيسية كل على حدة

ثم أهز الفروع الصغير كل واحد على حدة

ثم أهز كل غصن ضعيف

ثم أبحث وراء كل ورقة شجر”

وأما المرسلة التقية إيمي كارمايكل فهي تتكلم بشكل غير مباشر عن أهمية دراسة الكتاب التتبعية وتحذر كل المؤمنين المقدسين أن….

لا تدعوا أبداً الكتب الجيدة أن تأخذ مكانة الكتاب المقدس. إشربوا من النبع نفسه وليس من الجداول الصغيرة الخارجة منه.

ويقول آر إيه توري فيما يبدو أنه يستخدم صيغة مبالغة إلي حد ما ولكنه يتكلم عن حقيقة مريرة ….

هناك تسعة وتسعون مسيحي بين كل مائة يتسلون بدلاً من دراسة كتابهم؛ ولذا فهناك تسعة وتسعون قزم مسيحي بين كل مائة كان من المفترض أن يكونوا عمالقة.

وأحب كيف يقدم جرانت أوسبورن للطبعة لثانية من كتابه الممتاز: التصاعد التفسيري، مقدمة موسعة شاملة للتفسير الكتابي…

ليس هناك إمتياز أعظم او فرح أعظم من دراسة كلمة الله. عندما نلاحظ أن الله أحبنا حتى أنه أرسل إبنه كذبيحة كفارية لخطايانا، ولكنه أيضاً إهتم بنا حتى أنه كشف لنا عن حقه حتى يحثنا ويقود حياتنا، نحن متعجبون من عدم إستحقاقنا وفي نفس الوقت من ما فعله لأجلنا! هذه مجموعة من الحقائق النهائية في عالمنا هنا، ليست رياضيات أو فيزياء ولكن كلمة الله النقية. ففيها المبادئ الأزلية الأبدية التي لابد أن تقودنا خلال هذه الحياة. لهذا فإنه إمتياز ومسئولية أيضاً أن ندرس كلمة الله بأكثر تدقيق ممكن.

أن تتوقف كمسيحي عن دراسة الإعلان الموحى به من الله، هو مساو تماماً لأن تعيش في بلد وأن ترفض أن تعرف قوانينها ثم تعود تكسر قوانينها مدعياً الحصانة. إنه فشل يؤدي إلي نتائج كارثية، لأنه يعني أننا لا يهمنا أن نطيع القواعد التي تعهدنا بأن نطيعها بكوننا مواطنين في هذه البلد”

فليعط روح الإله الحي لأولاده الرغبة العارمة لكي يدرسوا كلمته الحية بشغف وكد حتى يقوم بعمله في كل واحد منا ونكون

أَشْجَارَ الْبِرِّ غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ” (أش61: 3)

Comments
3 تعليقات to “دراسة الكتاب المقدس التتبعية – مقدمة01”
  1. بهجت عدلي كتب:

    رائع .. رائع .. أنا أستمتع هنا بكل جملة أقرؤها
    ثقتي أن الرب يستخدمك بقوة يا أخي هاني

    • salwa georgy كتب:

      جميل جدا أخ هانى ربنا يباركك

      من فضلك عرفنى كيف ادرس الكتاب المقدس

      وشكرا لك

      • hrefaat كتب:

        لكي تدرس الكتاب المقدس بواسطة مساعدة هذه المدونة، لابد من أن تعتمد على نفسك في تحضير طعامك أي أن تدرس الكتاب بنفسك. يوجد في اللينك بالأسفل موضوعات كيف تدرس الكتاب المقدس بالترتيب والباقي ينشر تباعاً. يمكنك قراءتها وإستخدامها.
        يمكن أيضاً ان تقرأ الدراسات الكتابية المنشورة وتفتح كتابك وتتابع معنا وتصلي ويباركك الرب.
        وفي حالة وجود أي أسئلة يمكنك كتابتها في تعليق على أي تدوينة وسوف نجاوب عليها بنعمة الرب.

        دراسة الكتاب المقدس التتبعية

ما الذي يجول بخاطرك بخصوص التدوينة؟